recent
أخبار

نص ماكس فيبر : مشروعية العنف

المحور الثالث: الدولة بين الحق والعنف
نص ماكس فيبر : مشروعية العنف

إنجاز: ذ. هشام عزيزي

ماذا نقصد بالسياسة؟ إنها مفهوم شائع بشكل غير عادي، يشمل كل أنواع السلوك الموجه والمستقل. نتحدث عن سياسة العملة في بنك، وعن سياسة الصرف في البنك المركزي، وسياسة النقابة أثناء القيام بإضراب  (....) لن نعطي إذن لهذا المفهوم مضمونا شاسعا، بل سنقصد بالسياسة وبشكل حضري،  قيادة تجمع سياسي يسمى اليوم "الدولة "، أو التأثير الذي يمارس في هذا الاتجاه.  لكن ما التجمع السياسي من وجهة نظر عالم الاجتماع؟  ما الدولة؟ (....) لا تقبل الدولة العصرية أن تعرف سوسيولوجيا إلا من خلال الوسيلة الخاصة بها،  والخاصة بكل تجمع سياسي، ألا وهي العنف المادي
"تقوم كل دولة على العنف"، هذا ما قاله تروتسكي يوما ما (...) فلو وجدت بنيات اجتماعية لا تعرف العنف لاختفى مفهوم الدولة، ولما بقي إلا ما نطلق عليه "الفوضى". غير أن العنف ليس هو الوسيلة العادية التي تلجأ اليها الدولة، وهذا مالا شك فيه؛ ولكنه وسيلتها المميزة. إن علاقة الدولة بالعنف في عصرنا هذا علاقة وثيقة وحميمة. لقد لجأت التجمعات السياسة المتنوعة، عبر تاريخها، إلى العنف  المادي  باعتباره  الوسيلة  العادية  لممارسة السلطة.
يجب أن نتصور  الدولة  المعاصرة  كتجمع بشري يطالب، في حدود مجال ترابي معين، بحقه في احتكار استخدام  العنف المادي المشروع وذلك لفائدته.  إن ما يميز عصرنا، هو أنه لا توجد  جماعة  سياسية  ولا يوجد فرد، يكون من حقهما اللجوء إلى استخدام العنف، إلا شريطة موافقة الدولة على ذلك .
تعتبر الدولة إذن المصدر الوحيد "للحق" في ممارسة العنف. وبناء على ما سبق، سنشير بلفظ السياسية، الى مجموع الجهود التي تصدر عن تجمع سياسي ما،  للمشاركة في السلطة أو التأثير في توزيعها بين الدول، أو بين مختلف التجمعات السياسية داخل نفس الدولة.

ماكس فيبر
تعريف بصاحب النص :

ماكس فيبر[1] عالم اجتماع ألماني، من أهم مؤلفاته : الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية (19 رجل العلم ورجل السياسة (1919).
إشكال النص : 
 إذا كانت الدولة هي تنظيم سياسي لجماعة ما على ارض معينة عبر سلطتها الممثلة في مجموعة من الأجهزة والمؤسسات، فهل تقوم الدولة على العنف أم على الحق ؟

الأفكار الأساسية: 
  • يقسم ماكس فيبر السياسة إلى معنى عام باعتبارها تشمل كل أنواع السلوك البشري ومعنى خاص باعتبارها قيادة تجمع سياسي يسمى اليوم بالدولة. 
  •  يعرف فيبر الدولة سوسيولوجيا انطلاقا من الوسيلة الخاصة بها والمتمثلة في احتكار العنف المادي. 
  •  يرى فيبر أن كل دولة تقوم على العنف بل لا يمكن الحديث عن الدولة في غياب العنف الذي يعتبر الوسيلة المميزة للدولة.
أطروحة النص  :

الأساليب الحجاجية :
اعتمد ماكس فيبر مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفكرة القائلة بان للدولة وحدها الحق في احتكار العنف المادي، نذكر منها:
  •  أسلوب التعريف ويتجلى ذلك في '' ماذا نقصد بالسياسة ؟ ... بل سنقصد بالسياسة وبشكل حصري قيادة تجمع سياسي ''. 
  •   أسلوب الحجة بالسلطة ويتمثل ذلك في  » تقوم كل دولة على العنف«  هذا ما قاله تروتسكي...  ''. 
  •      أسلوب التأكيد ويتمثل ذلك في '' إن علاقة الدولة بالعنف في عصرنا هذا علاقة وثيقة وحميمة... ''.
استنتاج :


يرى ماكس فيبر انه يمكن تعريف السياسة بشكل عام باعتبارها تشمل كل أنواع السلوك البشري، كما عرف الدولة بشكل خاص باعتبارها قيادة التجمع السياسي أي قيادة الدولة، كما انتقل بعد ذلك إلى تعريف الدولة من وجهة نظر علم الاجتماع انطلاقا من الوسيلة الخاصة بكل تجمع سياسي، والمتمثلة في احتكار العنف المادي المشروع، مشيرا إلى أن الدولة وحدها لها الحق في ممارسة العنف، علاوة على انه لا يمكن الحديث عن شيء اسمه الدولة في غياب العنف، ليخلص في النهاية إلى أن علاقة الدولة بالعنف هي علاقة حميمة، وليس لأي فرد الحق في ممارسة هذا العنف إلا بإذن من الدولة.
 


[1] - Max Weber (1864-1920).
google-playkhamsatmostaqltradent