recent
أخبار

نص الهوية والشعور لجون لوك

نص الهوية والشعور لجون لوك

انجاز ذ. هشام عزيزي


لكي نهتدي إلى ما يكوّن الهوية الشخصية لابد لنا أن نتبين ما تحتمله كلمة الشخص من معنى. فالشخص، فيما أعتقد، كائن مفكر عاقل قادر على التعقل والتأمل، وعلى الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها، وأنها هي نفس الشيء الذي يفكر في أزمنة وأمكنة مختلفة. ووسيلته الوحيدة لبلوغ ذلك هو الشعور الذي يكون لديه عن أفعاله الخاصة. وهذا الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، بل هو، فيما يبدو لي، ضروري وأساسي تماما بالنسبة للفكر، مادام لا يمكن لأي كائن [بشري]، كيفما كان، أن يدرك إدراكا فكريا دون أن يشعر أنه يدرك إدراكا فكريا.
عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق أو نحس بشيء ما أو نتأمله أو نريده، فإنما نعرف ذلك في حال حدوثه لنا. إن هذه المعرفة تصاحب على نحو دائم إحساساتنا وإدراكاتنا الراهنة، وبها يكون كل واحد منا هو نفسه بالنسبة إلى ذاته، وفي هذه الحالة لا نأخذ في الاعتبار ما إذا كانت الذات نفسها تبقى مستمرة في الجوهر نفسه أو في جواهر متنوعة. إذ لما كان الشعور يقترن بالفكر على نحو دائم، وكان هذا هو ما يجعل كل واحد هو نفسه، ويتميز به، من ثم، عن كل كائن مفكر آخر، فإن ذلك هو وحده ما يكون الهوية الشخصية أو ما يجعل كائنا عاقلا يبقى دائما هو هو. وبقدر ما يمتد ذلك الشعور بعيدا ليصل إلى الأفعال والأفكار الماضية، بقدر ما تمتد هوية ذلك الشخص وتتسع. فالذات الحالية هي نفس الذات التي كانت حينئذ، وذلك الفعل الماضي إنما صدر عن الذات نفسها التي تدركه في الحاضر.

جون لوك، مقالة في الفهم البشري، 1994 ص : 264-265

إشكال النص : 
إذا كانت الهوية هي الصفات الثابتة في الذات الإنسانية، فما الأساس الذي تقوم عليه هوية الشخص ؟ 
الأفكار الأساسية :
يعرف لوك الشخص ــــ قبل تحديد مكونات هوية الشخص ــــ باعتباره '' كائن مفكر قادر على التعقل والتأمل''.
الشعور هو الوسيلة التي تمكن الشخص من النظر إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها.
يؤكد لوك أن الشعور لا يقبل الانفصال عن الفكر، إذ لا يمكن للشخص أن يدرك دون أن يشعر انه يدرك.
اقتران الشعور بالفكر على نحو دائم وارتباط الشعور بالذاكرة هو وحده ما يكون الهوية الشخصية. 
أطروحة النص :
تتكون الهوية الشخصية من الشعور (أو الوعي) الذي يميز الشخص المفكر والعاقل،و من الذاكرة التي هي امتداد للشعور في الزمان والمكان.
الأساليب الحجاجية : 
اعتمد لوك بنية حجاجية لدعم الموقف القائل بان هوية الشخص تتكون من الذاكرة والشعور ، نذكر منها :
أسلوب التأكيد '' لابد لنا أن نتبين...''.
أسلوب التعريف و يتجلى ذلك في '' الشخص فيما اعتقد كائن مفكر…''.
أسلوب المثال ويتمثل ذلك في ‘’عندما نعرف أننا نسمع أو نشم أو نتذوق ....’’ 
استنتاج: 
يعتبر جون لوك يعتبر أن هوية الشخص تتكون أولا من الشعور الذي يمكن الشخص من الرجوع إلى ذاته باعتبار أنها مطابقة لنفسها كما أن الشعور لا ينفصل عن الفكر، وهذا الارتباط بينهما بشكل مستمر هو ما يجعل الفرد ينظر إلى ذاته باعتباره هو هو رغم اختلاف الزمان والمكان. وثانيا من الذاكرة التي هي امتداد للشعور، إذ كلما امتد الشعور إلى الأفكار الماضية إلا واتسعت معه هوية الشخص.



google-playkhamsatmostaqltradent