recent
أخبار

نص روني طوم : الخيال والتجريب

إنجاز: ذ. هشام عزيزي

اعتقد أن واقعة تجريبية لا يمكن أن تكون علمية إلا إذا استوفت شرطين هما :

أولا: أن تكون قابلة لإعادة الصنع، وهذا يتطلب أن تكون محاضر إعداد التجربة وإجرائها دقيقة بما يكفي للتمكن من إعادتها في أزمنة وأمكنة أخرى...

ثانيا: أن تثير اهتماما قد يكون تطبيقيا عمليا أو نظريا. يستجيب الاهتمام التطبيقي لحاجيات بشرية أما الاهتمام النظري فانه يعني أن البحث يدخل ضمن إشكالية علمية قائمة...

وفي هذه الحالة، يكون الهدف من التجريب حسب التصور التقليدي هو التحقق من صحة فرضية ما : فمن أين تأتي الفرضية ؟

تعريف بصاحب النص :

روني طوم[1] رياضي فرنسي معاصر، حصل على ميدالية فيلد[2] في عام 1958 . من أهم مؤلفاته :

إشكال النص :

ما نوع العلاقة القائمة بين العقل والتجربة ؟ بتعبير أخر هل هي علاقة تكامل واتصال أم علاقة قطيعة انفصال ؟

الأفكار الأساسية:

تكون ظاهرة ما علمية إذا كانت أولا قابلة لإعادة الصنع في أزمنة و أمكنة مختلفة وثانيا أن تثير اهتماما قد يكون تطبيقيا عمليا أو نظريا.
إذا كان الهدف من التجريب حسب التصور التقليدي هو التحقق من صحة فرضية ما فان الفرضية التي تحيل إلى النظرية تتضمن عناصر خيالية يتم التسليم بوجودها.
يرى روني طوم انه يجب إدماج عنصر الخيال باعتباره تجربة ذهنية داخل حقل المعرفة العلمية.
أطروحة النص :
إن الاعتقاد مع فرنسيس بيكون بان التجريب وحده كافٍ للتحليل السببي لظاهرة ما هو اعتقاد وهمي ذلك أن التجريب عاجز عن اكتشاف أسباب الظواهر و من هنا ضرورة إدماج عنصر الخيال باعتباره تجربة ذهنية .
الأساليب الحجاجية :
اعتمد روني طوم مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن الفكرة القائلة بأهمية الخيال العقلي في بناء المعرفة العلمية، نذكر منها:
أسلوب الشرح والتوضيح ويتجلى ذلك في '' يستجيب الاهتمام التطبيقي لحاجيات بشرية أما الاهتمام النظري فانه يعني أن البحث يدخل ضمن إشكالية علمية قائمة...''.
أسلوب الجرد والإحصاء : ويتمثل ذلك في '' إلا إذا استوفت شرطين هما : أولا ... ثانيا...''.

استنتاج :

يعتبر روني طوم أن ظاهرة ما تكون علمية إذا كانت تثير اهتماما قد يكون تطبيقيا عمليا أو نظريا من جهة، وكذا إذا كانت قابلة لإعادة الصنع في أزمنة وأمكنة مختلفة من جهة ثانية. كما انتقد التجريب الذي يهدف حسب التصور التقليدي إلى التحقق من صحة أو صدق فرضية ما، معتبرا أن الفرضية تحيل بشكل أو بأخر إلى النظرية، ف"لا وجود لفرضية بدون وجود شكل من أشكال النظرية"، وبهذا المعنى فإن النظرية تتضمن عناصر خيالية يتم التسليم بوجودها . ليخلص في النهاية إلى أن الاعتقاد مع فرنسيس بيكون بان التجريب وحده كافٍ للتحليل السببي لظاهرة ما هو اعتقاد وهمي، ذلك أن التجريب وحده عاجز عن اكتشاف أسباب الظواهر، مما يعني أن التجريب بمعناه التقليدي غير كافٍ لوحده، وهنا يؤكد على ضرورة إكمال الواقعي بالخيالي، معتبرا أن الخيالي بمثابة "عملية ذهنية" أو "تجربة ذهنية" يستعصي تعويضها بأي جهاز آلي، وهذا ما جعل روني طوم يؤكد على ضرورة إدماج عنصر الخيال العقلي باعتباره تجربة ذهنية مكملة للتجربة الواقعية، كما لا ينبغي للتجريب أن يستغني عن التفكير لكي يحقق درجة العلمية، والتفكير في نظره "عملية صعبة تفلت من كل رتابة ومن كل منهج".


[1]- René Thom (1923 - 2002).


google-playkhamsatmostaqltradent