recent
أخبار

نص الشخص غاية في ذاته


المحور الثاني : الشخص بوصفه قيمة

انجاز ذ. هشام عزيزي


نص الشخص غاية في ذاته لايمانويل كانط


يوجد الإنسان وبوجه عام كل كائن عاقل، بوصفه غاية في ذاته، وليس مجرد وسيلة يمكن أن تستخدمها هذه الإرادة أو تلك وفق هواها. ففي جميع هذه الأفعال، كما في تلك التي تخص ذاته والتي تخص الكائنات العاقلة الأخرى، يجب دائما اعتباره غاية في ذات الوقت. إن جميع موضوعات الميول ليس لها إلا قيمة مشروطة، ذلك لأنه لو كانت الميول والحاجات المشتقة منها غير موجودة لكان موضوعها بدون قيمة. لكن الميول ذاتها، بوصفها مصادر للحاجة، لها قدر قليل من القيمة المطلقة التي تمنحها الحق في أن تكون مرغوبة لذاتها، وأكثر من ذلك، ينبغي على كل كائن عاقل أن يجعل أمنيته الكلية هي التحرر التام منها.
ومن هنا فقيمة جميع الموضوعات التي نكتسبها بفعلنا هي دائما قيمة مشروطة. فالموجودات التي يعتمد وجودها، والحق يقال، لا على إرادتنا، بل على الطبيعة، مادامت موجودات محرومة من العقل، ليس لها مع ذلك إلا قيمة نسبية، قيمة الوسائل، وهذا هو السبب الذي من أجله يدعوها المرء أشياء؛ بينما الموجودات العاقلة تدعى أشخاصا، ذلك أن طبيعتها تدل على من قبل بوصفها غايات في ذاتها، أعني شيئا لا يمكن استخدامه ببساطة كوسيلة، شيء يحد بالتالي من كل قدرة على التصرف حسب هوانا (وهو موضوع احترامنا تلكم إذن ليست مجرد غايات ذاتية، يملك وجودها، من حيث هو معلول لفعلنا، قيمة بالنسبة إلينا، بل هي غايات موضوعية أعني أشياء وجودها غاية في ذاته، بل وتكون غاية بحيث لا يمكن أن نستبدل بها أية غاية أخرى. ويلزم أن تقوم بخدمتها الغايات الموضوعية، بوصفها مجرد وسائل (...)
وعلى ذلك، فإذا كان لابد للعقل من مبدأ عملي أسمى، كما لابد للإدارة الإنسانية من أمر مطلق، فإن هذا المبدأ يلزم أن يكون بحيث يكون بالضرورة، عند تمثل ما هو غاية في ذاته، غاية لكل إنسان، فهو يشكل مبدأ موضوعيا للإدارة، ويمكن بالتالي أن يكون بمثابة قانون عملي كلي. وأساس هذا المبدأ هو التالي : إن الطبيعة العاقلة توجد كغاية في ذاتها.
إمانويل كانط، أسس ميتافيزيقا الأخلاق، ترجمة فيكتور دلبوس،

دولاغراف، 1969، ص  148- 149
 

إشكال النص :

ما أساس قيمة الشخص ؟ بتعبير أخر هل تتمثل قيمة الشخص في كونه غاية في ذاته أم في أشكال التضامن والتعاون بين الناس ؟

الأفكار الأساسية:

يؤكد كانط أن الشخص غاية في ذاته لا وسيلة لتحقيق مصالح الآخرين و امتلاكه للعقل هو ما يجعل قيمته غير مشروطة.
يرى كانط أن قيمة موضوعات العالم الخارجي ما دامت موجودات محرومة من العقل عبارة عن قيمة نسبية مشروطة تتوقف على الغاية المتوخاة منها.
 إن المبدأ الأخلاقي الأسمى يفرض علينا دوما معاملة الشخص باعتباره غاية في ذاته.

أطروحة النص :

 الشخص غاية في ذاته، فهو ليس شيئا، و من ثم لا يمكن معاملته باعتباره وسيلة، إن الواجب الأخلاقي يفرض علينا دوما معاملة الإنسان بوصفه شخصا، أي غاية.

 الأساليب الحجاجية :

اعتمد كانط مجموعة من الأساليب الحجاجية للدفاع عن موقفه القائل بان قيمة الشخص قيمة ذاتية تتجلى في كونه غاية في ذاته، نذكر منها :
أسلوب التأكيد: '' يجب دائما اعتباره غاية في ذات الوقت...''
أسلوب التفسير: '' قيمة جميع الموضوعات... هي قيمة مشروطة ... وهذا هو السبب ... اعني...''
أسلوب الاستدلال: ''إذا كان...  فإن.''...


خلاصة تركيبية:

يقارن كانط بين الكائنات العاقلة والكائنات المحرومة من العقل أو الموضوعات ، فالأولى - الكائنات العاقلة - توجد كغاية في ذاتها لا وسيلة لتحقيق مصالح الآخرين، لها قيمة غير مشروطة ولذلك تسمى أشخاص، ليس لها غايات ذاتية بل هي غايات موضوعية أي أشياء وجودها غاية في ذاته. أما الثانية - الكائنات المحرومة من العقل - فهي مجرد وسائل لها قيمة مشروطة أي قيمة نسبية، قيمة الوسائل بمعنى أخر لها غاية نفعية تتحدد انطلاقا من النتائج المتوخاة منها.




google-playkhamsatmostaqltradent